حين أفقت..
وجدت أنى -ويا للغرابة- ما زلت أحيا!
وعرفت أن الموت عديم الرحمةِ....
لم يحضر بعد!
رغم استسلامى التام لشخصه
ما زال يضحك فى سخريةٍ منى..
كلما استعطفته
تباً لهم...
ألم يحددوا هذا الموعد بأنفسهم؟!
" أيامٌ...ساعاتٌ...وينتهى الأمر."
هكذا قالوا فصدقت
وانتظرت...
انتظرت طويلاً....طويلاً..
يااااه ، كم كنت غبياً...
حين ظننت بأن العمر قصير!
كنت ومازلت غريباً عن هذا العالم
بحثت كثيراً عن شاطىءٍ يقبل.
.أن أرسو عليه بلا رجعة
شاطىءٍ أبدىٍ
حتى أعتزل الإبحار
وحين لمحت الشاطىء يدنو...
عطُلت مركبتى
ولا أعرف حتى اللحظة كيف سأصل إليه
والهاجس أنى سأبقى أبداً فى الماء...
صار يطاردنى
حين أفقت..
- للمرة الأف -سمعتكِ تبكين
فعرفت بأنى سأفقد شيئاً ذا قيمة
وعرفت أنى كنت أنانياً..
حين طلبت الراحة لألمى
لم أفهم أنى بذلك أرجو تعذيبك
يا دائى العذب..لكم أحببتك!
ولكم يضنينى بكاؤكِ فى هذى اللحظات
إنى لأظن بأن الموت عديم الرحمة حين تمهل...
فهو قد رق لأجلك
!ليتك تشفين من الحبِ
أو يقتلكِ كما يقتلنى.