أهلاً ومرحباً بكل عشاق الشعر فى هذه المدونة الشعرية......القصائد:....ابتسامة....بلاد العالم....الأيام الأخيرة فى حياة وطن....رجــــــاء....ما دمـــت أحبك....الكنز الملعون....آخر لحظات الصمت....فى رثــاء طفل...غيبوبة....

السبت، ٢١ يوليو ٢٠٠٧

الأيام الأخيرة فى حياة وطن

يوم السبت
تعوى الريح
فى مقبرة التاريخ
و الشيخ الأرثّ السمت
الراقد فى قبره
متدثراً بخرقٍ بالية
يرتجف فى صمت
و بجواره صندوقٌ خشبىٌ عملاق
ملأه بالذهب
كدأب الأسلاف الحذّاق
و بقى يحسب الوقت
فى انتظار الموت
يوم الأحد
الريح مازالت تعوى
و الشيخ الطاعن فى السن
مازال فى رقدته
ساكن الجسد
لولا الرجفة الواهنة فى أطرافه
لحسبته قد مات
لكنه ما زال يتذكرالماضى الزائل فى كمد
يتذكر نفسه ؛ الطفل و الولد
و فتىً يصارع أقرانه الشبان
و رجلاً بالحكمة قد رشد
يتذكر أميرته
و جنته التى منها انطرد
فتسيل دمعة حبيسة على وجنته
و يستعجل الموت
الذى يبدو بعيد الأمد
يوم الأثنين
هدأت الريح بعض الشىء
و لكن الأرض بدأت ترتج
ينفتح قبر الشيخ
فينظر للسماء بعينين راجيتين
فيرى مجموعة من الغلمان
يتصايحون و يثيرون الهرج
ثم يحملونه و صندوقه خارج القبر
ربما ينتابه بعض الذعر
لكنه أبداً لا يحتج
و لا حتى يسألهم إلى أين؟
فى العراء يلهون و يتقاسمون الذهب
و بلا أدنى سبب
يقطّعون أطراف الشيخ
و يجدعون أنفه و أذنيه
و ينتزعون العينين
يوم الثلاثاء
تهب رياحٌ هوجاء
و تنظر فى ثورة
للجسد المسجى بلا قدرة
فيطير رداءه المزيق البالى
و يبقى مكشوف العورة
ينتظر مصيراً أكثر سوءاً
فى العراء
يوم الأربعاء
الريح كفت عن العواء
و فى الأفق يظهر ضبع
انسل من الجمع
و يهرع
لينال نصيبه من الجيفة
و فى أثره باقى القطيع
و بالطبع
يأتون على ما بقى منها
من أشلاء

ليست هناك تعليقات: